~ تحت ضوء خافت~

سهرت يوماً مع قلمي .. ووضعته بين أصابعي وأخذت أداعبه
وأنظر ماذا سيفعل .. فلما أمسكت به حنى رأسه ووضعه على
ورقة ناصعة البياض كانت مسترخية على طاولتي .. فبدأ ينقر
عليها ويرسم حروفاً زرقاء وأنا أنظر إليه .. وبالرغم من أن يدي
هي التي تحركه إلا أني أشعر أنه هو الذي يجبرها على الحركة
فأخذت أقرأ تلك الحروف وأستكشف المعنى .. فماذا رأيت
ما هذا يا قلمي .. ما هذا الذي تكتب ..!!
أتعلمون ماذا كتب ..؟؟ لقد فضحني ..!! وباح بأسراري ..
ونشر أخباري ..!! أهذا انتقاماً مني يا قلمي ..؟؟ قل لي أرجوك
فأنا أثق بك فطالما صحبتني وعرفت طيبتك .. فلما رآني
أستجديه .. وأحس أني أستعطفه توقف قليلاً وكاد يسقط من
يدي .. بل سقط وتدحرج حياء مني .. ثم توقف بمساعدة حافة
الطاولة وقال لي: صدقني يا صاحبي أنا لا أريد أن أفضحك .. بل
كنت أترجم خلجات طالما كتمتها في قلبك وتلجلجت في صدرك
فأخرجتها رحمة بك وشفقة عليك، كما أن نظرات عينيك و سرحان
خيالك يجبرني على الكتابة .. لأشاركك همومك وأحمل شيئاً من
معاناتك .. فرفعته وأخذت أقلبه بين أصابعي .. أقبله تارة وأعضه
أخرى .. وأناجيه بصمت .. يا قلمي: أنت لي أعز صديق وأقرب
قريب لم يحس بي إلا أنت ولم يشعر بمعاناتي غيرك .. أنا لا أثق
بأحد سواك ولا أفضي سري إلا لك .. فقد جربتك مراراً فوجدتك
نعم الصديق .. فأنت لا تكتب إلا ما أريد و لا تخط إلا ما أمليه عليك
ولكن عدني يا قلمي أن هذا يبقى سراً بيني وبينك .. قل لي أنك
لن تبوح به لأحد .. ولن تكشف مادار بيني وبينك . واستمرت هذه
الجلسة ودارت معه هذه المناجاة حتى أعلن طلوع الفجر انتهاء
عرض فصول المسرحية التي أبطالها قلمي وإحساسي وخشبة
المسرح ورقتي ذات البياض الناصع .. وكان عرضها في غرفتي
تحت ضوء خافت .. وزمانها حينما نامت العيون وهدأت الجفون.
وإلى اللقاء مع المسرحية القادمة

الله عليكـ يا بوس جميله فعلاً

وفعلاً مبقاش فى حد دلوقتى يؤتمن عليه السر

بجد جميلة تسلم ايدك

على فكرة يابوس ان خليت خربت

لسا في بنائدمين في الدنيا

*~* تحت ضوء خافت*~*

~ تحت ضوء خافت~